الخميس، 11 سبتمبر 2014

الشيخ محمدالامام ولد الشيخ ماء العينين ... الشاعر المجاهد 1894~1970م

في اطار متابعاتها لحياة القادة والعلماء الذين تركو بصماتهم في تاريخنا وحاضرنا تقدم مدونة النمجاط ورقة حول العلامة المجاهد والشاعر الشيخ محمد الامام ولد شيخنا الشيخ ماء العينين رحمهما الله
*نبذة عن الشيخ
الشيخ محمد الإمام ولد الشيخ ماء العينين


محمد الإمام بن الشيخ ماء العينين بن الشيخ محمد فاضل بن مامين، ولد بمدينة السمارة في يناير 1894، حفظ القرآن الكريم على الشيخ الحضرمي بن أحمد السباعي، وأجازه فيه، كما أجازه في بعض العلوم الشرعية واللغوية، وأخذ النحو عن العلامة الأمجد الأبيري، والفقه عن الشيخ محمد البيضاوي، والأدب عن الشيخ محمد بابه، كما درس على والده الشيخ ماء العينين، وكانت له مطالعاته المكثفة في مكتبة والده الكبيرة، إضافة إلى ما كان يتلقاه من العلماء والأدباء والشعراء، حتى تخرج عالمًا مبرزًا، وشاعرًا مجيدًا، كان مساعدًا لوالده في جانب مهم من شؤون حضرته، كما شارك والده الجهاد ضد الاستعمار الفرنسي والإسباني، غادر الصحراء مع والده إلى تزنيت سنة 1909 م وجال كل أرجاء سوس وجالس أدباءها وفقهاءها وحاور شعراءها، سكن بكردوس رفقة أسرته إلى أن دخلت الجيوش الفرنسية نحو معاقل المقاومين فرحل عنها إلى وجان ثم ايت الرخاء سنة 1934 م ثم مكث مدة باكيسل قبل انتقاله الى افني واستقر بها إلى سنة 1956 ، ثم انتقل إلى مدينة تزنيت واستقر بها شارك في وفد سكان الجنوب الى الرباط 1956 م لتجديد البيعة، وعين من طرف السلطان محمد الخامس مكلفا بشؤون الصحراء بالمجلس الوطني الاستشاري الذي أسس آنذاك، ونزل بتزنيت في الساقية الحمراء وبقي بها حتى وفاته في أغسطس 1970 ودفن بها.

* أدبه

 
خلف محمد الإمام ديوانا شعريا كبيرا وهو شاعر فحل مفوه جزل العبارة قوي السبك جيد المعاني، وعدة مؤلفات، منها:
الجأش الربيط في أصالة شنقيط وعروبة من فيها من مركب وبسيط
إسعاف السائل في الكلام على بعض المسائل
الدر المنتخب في تصحيح أنساب من بالمغرب من العرب
حلى الأوراق في ضرورة التخلي عن الاسترقاق
إضافة إلى عدد من المحاضرات والمقالات والخطب والرسائل
يقول في مدح والده الشيخ ماء العينين :
للقلب في سبك القريض معاني:: حسن المقال وواضح التبيان
قد رق حتى قيل خصر ناحف ::حسنا وفاق بصحة ومعان
لا سيما قلب يخامره هوى :: خمص البطون رواجح الكثبان
المبديات من الثغور لآلئا :: الراشقات بأسهم العينان
الباخلات بوصلهن صيانة :: المدمنات لهجرهن الدان
المونقات مباسما ومضاحكا :: الموثرات لفتنة الشيطان
السالبات بسحرهن لقلب من :: يوم الهياج مجندل الفرسان
اللينات معاطفا ومراسلا :: دعج اللواحظ عزة الأزمان
المطلعات من الحدوج أهلة : كشموس صحو نعم الأبدان
شدوا الهوادج فوق كل عرندس :: رحب الذراع مقوم الأركان
من كل أحقب بازل قد زانه :: قطف الربا بسواحل الكثبان
فقفا نسائل عن ظعائن أدلجت :: فوق النجائب أيها الخلان
مهما نأت سلت عليك ضراغم النـ :: نأي البعيد بواتر الأحزان
حل العقول من العقول فأصبحت :: شرد الهوى معقولة بجناني
فالقلب يضرمه الغرام بناره:: والمرهفات تصان بالأجفان
علي أفوز بزورة لو مرة :: إن الغواني أنسة الولهان
بظُبية سلبت حجاي ألا اعجبوا :: ظبي يصيد لصمة الشجعان
قنصت لألباب الكماة بلحظها:: وبعطفها ووشاحها الغرثان
فبردفها دعص يميل أمامه :: خصر نحيف ضامر الأعكان
تشدو وساويس القلوب لحسنها ::مهما نظرت لفرعها القينان
وبخدها روض المحاسن مونقا :: يسبي النهى ولفاتر وسنان
يسقى بماء ملاحة يجري بها :: فيروق روق النور في الأغصان
تمت محاسن قدها فتسابقت :: فصح القريض لحسنها بمعاني
كتسابق الأذهان نحو مديح من :: تجري مدائحه بكل لسان
وله :
بني وطني قوموا على أسوق الجد :: فبالجد نحظى بالسعادة والجد
وان مسكم قرح فقد مس مثــــــــله :: عداكم وفزتم بالجميل وبالمجد
ويقول في قصيدة أخرى مطلعها:
يا طاهر العرض يا كنز الوداد الم :: يان الوصال فبالقلب الغرام ألم
فالقلب بعدكم ما انفك ذو صبـر:: رهين شوق للقياكم وحلف ألــم
وله :
لا بدع إن حن ذو لب إلى وطن :: أو هاجه دارس الأطلال والدمن
عوجا على طلل محت معالمه :: هوج الرياح وسح الصيب الهتن
وقفت بالرسم أياما أبينه :: لولا ارتسام الهوى بالقلب لم يبن
ماذا أثارت من أفنان الغرام به:: ورقا ترجع ألحانا على فنن؟
كأنما أفصحت عما أجمجمه :: أو تشتكي مثلما أشكو من الشجن
تحمل القلب وجدا لو تحمله :: لانهد شم الذرا من جانبي «حضن»
فاستبق ويك على قلب تياسره :: ما يعلم الله من شوق ومن حزن
شوقا إلى زمن لم ينس طيبه :: ما قد جرى بعده من حادث الزمن
هي المنازل كم أذكى تذكرها:: جمر الأسى بفؤاد الواله الشجن
نكا قروح الهوى من بعدما اندملت :: شيم البروق تزجي دلح المزن
برق كخفق فؤاد الصب وامضه :: لما استطار أطار طيب الوسن
دعتك ريحانة الأشواق مسمعة:: فلب داعيها بل عندها فكن
أخو الهوى من إذا داعي الغرام دعا :: ألقى إليه يدا وانقاد بالرسن
رحمى لأهل الغرام المبتلين به :: كل يطالبهم بالذحل والإحن
وكلما شربوا من منهل شبم :: صاف سقوا بعده من منهل أجن
وكلما ظعنت عيس بظاعنة :: تغدو القلوب أسى جنيبة الظعن
لا شيء يصدع قلب الصب أوجع من :: زم المطايا غداة البين للظعن
وا حر قلباه لما استن دونهم :: رقراق آل ضحى يجري على سنن
كأن أحداجهم والآل يرفعها :: طورا ويخفضها مواخر السفن
قولا لمن رابه وقفي على الدمن :: أما سمعت مقال الشاعر اليمني
لا تكثرن ملامي إن عكفت على:: ربع الحبيب فلم أعكف على وثن
ماذا يريبك من إلف يحن إلى:: إلف ومن سكن يصبو إلى سكن؟
فربما اتحد الوصفان واشتبها :: كحذوك النعل حذو النعل في قرن
وكل شرع له أهل وغيرهم :: ما إن يميز بين الفرض والسنن
وكل فن له أهل به عرفوا :: والكل من فنه يجري على سنن
إن الكرام إذا ما أيسروا ذكروا :: من كان يألفهم في المنزل الخشن
ومن جيد شعره قوله يصف الطائرة :
ألا فاعجَبْ متى امتُطِيَ الهواء :: عـلـى جـوفـاء جُـؤجُؤها هَواء
لها في الصدر إن حَميت أزيز :: وغـيْـطـلة يضيق بها الفضاء
فــتــجــري أولاً بــمـحـركـات :: تـسـاعـدهـا الـقـوى والكهرباء
فتعجل عن رحا العجلات وثبا :: وشــيــكــا فـالأمـامُ بـهـا وراء
فـتـصعد في الهواء صعودَ باز :: وتـسـبـح في الفضاء كما تشاء
فــآونـة تُـسـفُّ سـفـيـفَ صـادٍ :: تراءى في الحضيض إليه ماء
وآونــة تــحــلــق فــي مـداهـا :: فـيـحـجـبـهـا عن العين الغطاء
وتـسـحـب تحتها مهما تسامت :: سـمـاء فـوقـهـا سُـمـكـت سماء
فـلا يـدري الـذي قـد كـان فيها :: أصــبــحٌ كــان فـيـه أم مـسـاء
فِـمـن حـلـل الـسحاب لها إزار :: ومـن نـسـج الـغـمـام لـها رداء
لـهـا ِريـحان: عاصفة وأخرى :: بــمــتـن الـجـو طـيـبـة رخـاء
وتـعـمـد بـعـدمـا بـلـغـت مداها :: إلـى حـيـث الـمطار له استواء
فـتـهـبـط صـوبـه تهوي رويدا :: عـلـى الـتدريج ليس لها التواء
فـتـنـزل مـثل ما ابتدأت برفق :: فـطـاب لـهـا النزول والارتقاء
فـتـقـبـل نـحـو مركزها تهادى :: يــقـارنـهـا اخـتـيـال وازدهـاء
فـمَـن لـم َيـدرهـا مـن قبل هذا :: يـقـول تـوهما: ما ذا الهِداء؟!
فـتـجـثـم بـعـدمـا تـجـثـو قـليلا :: ويـنـفضُّ الجميعُ لحيث شاءوا
ألا أطــيــبْ بــه سـفـرا لـذيـذا :: فــلا وعـثـاء فـيـه، ولا عـنـاء
فـنـسـألـك الـسـلامـة حيث كنا :: ولـطـفـا: لا نُـضَّـر ولا نُـسـاء
فـسـبـحـان الـذي فـطـر البرايا :: وَسـهَّـل في الصعاب كما يشاء



 نقلا عن صفحة اكس ول اكس ول اكرك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق