الأحد، 23 مارس 2014

"اتاي" في الأدب الحساني ....مدونة النمجاط والجانب الأدبي



"اتاي" او  الشاي  شكل -علي مر التاريخ -جزءا اساسيا في حياة الموريتانيين بل شكل اضافة للموروث الثقافي للشناقطة وفي الجانب الثقافي ل مدونة النمجاط  نقدم ورقة حول "أتاي" للقراء الكرام
قد لايغيب عن البعض أن الشناقطة عرفوا بالعلم في الثقافة المشرقية العربية بالاضافة الي محافظتهم علي الأصالة العربية وفي ذالك يقول الدكتور محي الدين صابر"إن صورة الشنــاقطة كانت ولاتزال في البلاد العربية أنهم الملثمون الأوفياء للثقافـــة العربــية الإسلامية في نقائها وأصــالتها، وأنـــهم سدنـــتها في قاصية ديــار الإسلام – ويعني المـــرابطون- حفاظــا عليها ونشرا لهـــا وإشعاعــــا بها." 
وفيهم يقول الشاعـر أبو محمد بن حامد الكاتب:

قوم لهـم شرف العلى من حــمير          وإذا أنتموا لمـــتونة فهـــم هـــم
لما حــووا إحـــــراز كل فضيلـــــة           غـــلب الحيـــاء عليهم فتلثـــموا
و الشاي (أتاي)هو زاد أهل الصحراء في نزولهم وترحـــالهم حيـــث يحتل مكانة مميزة في المجتمعات الصحراوية وحياتهم الــيومية بصفة عامـة، وعند الموريتانيين على وجه الخصوص حتى يومنا هذا، فهـــو بيت قصيد اللقاء ومفتـــاح الضيافة والإحســان. وفــيه يقـــــول الشاعــــــــر:
 
أتــاي أحـــــن ذ يجمــــعن    مخــــــــــلاه أعلـــين غــــال
أو هـــــو رفيق أن نحــــن     فـــي النـــــزول والترحــــال
 
أتــــاي أعلــي لمغليـــــــــه    ومشــــرين ل للـــكســـان
عودان الناس أتحاسن بــــه    الـــناس إل تعرف لحسـان
*ويقول الشيخ سعدبوه ولد الشيخ محمدفاضل القلقمي رحمه الله:
 أتايي، بحمد الله يتبعه الحَمْدُ=ويبدأُ باسم الله يا حبّذا القَصْدُ
وليس لنا التصويتُ عند ارتشافه = ونعملُ في المطعوم ما الأُدَبا حدُّوا
ونُبْقي أَوانَ الشِّرْبِ في الكأس فضْلةً= كما ينبغي والفضلُ آوِنةً يبدو
نُعَمِّمُه مثلَ المطاعِمِ عندنا= فيشربه من عندنا الحُرُّ والعبد
وسُكَّرُهُ يُعطى لمن كان طامعًا = فلا نمنع المعروفَ قبلُ ولا بعد
نُواسي به المرضى ونُكْرِمُ ضيفَنا =فكم خاطِرٍ قد جاء في جَبْره الوعْد
ولم نشْتغِلْ به عن الدِّين طَرْفةً= بلى إنه عَوْنٌ لِـمَن هَمُّه الوِرْد
وعونٌ لِتَسْويغِ الْغِذاء لِصِحَّةٍ =يُدانُ بها في سائر المِلَلِ العَبْد
ومَنْ ذَمّهُ يومًا لأجلِ عَوارضٍ = يُخَصُّ به في شأنه الجاهلُ الوَغْد
وقال الشاعر محمد لمين ولد ختار الجكني :

لله كأس براهاالبارئ الساقي=تخلصت من صميم الشاي والساق
كأس يري سرها من فوق ظاهرها=لم يسقني بسقاء مثلها ساق
رقت وراقت فنالت بعد رقتها=حرفا من الساق ساقتها لإفساق
يريك ترشافها في كف لامسها=لثما من الظلم أولمسا من الساق
شربتها ومعي شربي وقد كشفت=عني همومي يوم الكشف عن ساق
 
وحــول الشاي (أتاي) أيضا يجــتمع الأصـــدقاء في لعب ولهــو ومرح. يـقـــول أحدهـــــــم:
 
أتاي أل زين وبالجود    نشرب كاس خوف أععكــاس
وتاي أل وجه معكود    ماه فال نشرب كــــــــــــــاس
 
ويحمل هذا (الكاف) معنيين أثنين يتعلق الأول منهما بمن يعد الشاي أي (القيام) والــذي يجب أن يكون منبسط الوجه مبتسما حتى يضفي نوعا من الرغبة في تناول الشاي وشربه، أما المعنـى الثاني فيتعلق بطبيعة الشـــــاي نفـــسه، والذي ينبغي أن لا يـــكون (معــكودا) أي شديــد الســـواد وقلــيل الســكروهو الشاي قوي التركيز. وعلى ذلك الأساس يصف لنا أحد الشعـــــراء الموريتانيين الشكل الجيد الذي من المستحسن أن يكون عليه الشاي قائلا:
 
أتاي أل زين أومتكـاد      لون يصـــفارأويحمـار
معلـوم أفلعمارإلاعــاد    يورش معلــوم أفلعمـار
 
أي يجب أن يكون الشاي (أصفر اللون أو أحمره) وذلك مهم وصحي كما يرى الشاعر، حتى أنه يساهم في امتداد العمر وبقاء الإنسان طويلا على قيد الحياة، إذا كان من شىء يساهم في ذلك.

*مصطلحات "اتاي"
-التشليلة
-التلقيمة
-الدكميرة
-التبخة
*شروط "اتاي"
اجماعة -الجر-اجمر
ومما هو جدير بالذكرأن للشاي شروط ثلاثة يقوم عليــها ولا يمــكن أن يصح بدوتها، وهــي المعروفة ب(الجيمات الثلاثة) لأن كلا منها يبدأ بـ(حرف الجيم) وهي: (الجماعة، والجر، والجمر).
وفي ذلك يقول أحد الموريتانيين:
 
أتاي أمن شروط لهــن    وجماع زين سمـــاع
تسمع لشعار أو لغـــن    وأتعود أمــل بــــــداع
وأيعود كســان   مثنى     وثــلاث وربــــــــاع

وقد حافظ أهـل الصحراء على الشاي وتماسك عناصره خوفا من أن تشوبها شائبة، فتعكر صفو مياه تناسق جماعته وذلك ما يوضحه الكاف التالي:
 
أتاي إيطـــــــــير      ذ النوبـة خــــالـك
وتاي إيطـــــــير      ش مـــاه خــــالـك
 
ويعني التصغير في (إيطـيرو) الأولى الاستلطاف أو المدح بمــا يشبه الـذم، أما (أيطـير) الثانية فتعنــي الستخفاف والإعراض عنه أو عدم الرغبة فيه. ويعني (الكاف) في مجــمله أنه رغم وجـود الشاي وتـوفره فـي تلك الآونة، فإن أقل شيء يمكن أن يجعله غير مرغوب فيه. وذلك لشدة الحرص على تماسك عناصره كما ذكرنا.
اكطاع "اتاي" ل بتار ولد العربي استاذ الأدب في جامعة انواكشوط:
" كنت وحيدا في ليلة أكابــــد الهم والأحزان ومشغول الفكر كما تفرض الغربة أحيــانا. ولم يكن بجــانبي وقــتها سوى إبريق (براد) وكأس به شاي، فأخذت من المشهد موضوعا (مقصدا) كما يقول (الوزانة) وأنـــــــشأت مناورة بالشعر الحساني مع الكأس وفيها بدأ يستفزني بالقول:
 
تشرب كاسك يلخو من اليوم      طــــــالع برادك مـــــذال
يـ بتاري لحـكــــك أتــصوم     عــن أتاي الصوم أمــــــال
 
فأجبته:
 
الكاس أنت أمالـــك تعرف      عــن أشراب أتاي أو حــال
مــــــــذال في يصـــــرف       فـــي يـــصرف مــــــــذال
 
رد الكأس قائلا:
 
ان يــبـــــتاري عنــــــــك        هــــــاذ راه  فــل كـــــــال
شـــــاك البــــراد منـــــــك       وتــــاي الحـــام وأمثــــــال
 
أجبته بدوري:
 
يلــكاس أنت رانك داصـــر      تـــشك لبـــــراد أمــــــــال
مــــاه كيفــك هــــاذ ياســـر     ولا فـــي التــرك مجــــــال
 
رد علي:
 
الترك أخبـــار مــــاه بــــي     أو لان طـــــــارح مجـــال
ان البـــــي ذل فــــــــــــــي     أتصــــب و أيــــتم أبحــــال
 
فقلت له:
 
أتــاي أمــال مـــي مــــي         أشـــراب فيــــك أنت كــــــال
عــاكــد زاد أعليك النـــي         أنــت واحـــــد مـــن عيـــــال
 
رد قائلا:
 
أطلبـــتك يلـــحي الشـــكور       لا تــم الحـــال أعـل حـــــــال
يعمل ذ النوبة تاي أيغــــور      والصـــين أتــوكف لشكــــــال
 
فأجبته
 
يالكاســــ انت مانك معقـول      أشبـــــه حـــد أيوســع بـــــــال
هاذ يلخو حـــــال و تــزول      لــــكل حـــــــال مـــــــقــــــــال
 
ساعد في نقل الأبيات الشعرية (الكيفان) المتعلقة بالشاي الشاعر والأديب: عمر ولد حم الكنتي
و هو صاحب الكاف:
 
كـــاس إيلا ريت و أنظــيف    صـــاحب ل عايــد مـــــــــــذال
الــــوسطاني زين ألا كيــف    لـــــول و بــــــراد الــــتــــــــال
 
وهو صاحب (الكاف) الذي أوردنا في بداية المقال:
 
أتــاي أحن ذ يجمــــعن    مخـــــــلاه أعلـــين غال
أو هو رفيق أن نحــــن     في النـــــزول والترحال
مدونة النمجاط+تحقيق د بتار ولد العربي+موقع الوطن ريم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق