اكمالا لسلسلة الاعلام والمشايخ....مدونة النمجاط تنشر ورقة حول العلامة والقاضي محمذن ولدمحمدفال (القاضي امًيي)

 

صورة نادرة للقاضي اميي رحمه الله

انه القاضي اميي رحمه الله وهذه الكنية لاشك غنية عن التعريف  في المنطقة بل وفي مختلف ربوع الوطن .... ومدونة النمجاط بعد ان كانت السباقة لاستعراض تاريخ أعلام كبار ومشايخ كان لهم دورهم  في الاشعاع العلمي واسهاماتهم المؤثرة جدا في صناعة تاريخ الشناقطة  من أمثال الشيخ سعد أبيه رحمه الله (العالم والولي) والعلامة الكبير عبدالحي ولد التاب الأنتابي  قررت ان تقدم الي قرائها الكرام العالم الكبير والقاضي المشهور محمذن ولد محمد فال الديماني او "القاضي أميي"

*مولده ونسبه:

هو العلامة القاضي محمذن بن محمدفال بن محمذن بن أحمد بن محمد العاقل، ووالدته فاطمَ فال بنت محمد فال بن أحمد بن محمد العاقل، المولود سنة 1873 م عند بئر تكرَمن "العجائز".
في منطقة إكيدي بمقاطعة المذرذرة.

* اشياخه:



تلقى تكوينه العلمي والروحي، بين أفراد أسرته، كوالده العلامة محمد فال "ببَّها" ..

وأعمامه الأعلام .. أحمد يورَ، والمختار أم "التاه"، وسيد الأمين، وعبد الله، وخاله قطب زمانه .. حمدن بن محمد فال.

* اميي القاضي (عمله في القضاء):
تولى قضاء دائرة المذرذرة، لمدة تزيد على الخمسين سنة.مزاوجا بين القضاء والرئاسة التقليدية لمجموعته.
ارتبط اسمه بخطة القضاء .. بحيث غلب عليه في هذه الربوع لقب .. "القاضي''.

* منهجه رحمه الله في القضاء:

كان منهجه في القضاء، يميل إلى مصالحة الخصوم، واستشارة علماء المنطقة، من أمثال أحمد سالم بن سيدي محمد، ومحمد عبد الرحمن بن السالك العلوي، وسيدي بن التاه، ومحمد عالي بن محنض، والمختار بن المحبوبي، ومحمد بن حمينَّ، والمختار بن إبلول ..
اتسم بقوة اليقين و الثبات، وبقدرة فائقة على تسيير الأمور، وحل المشاكل .. فقد كان للإدارة الفرنسية عليه اعتماد كبير في ذلك الميدان.
ومن أمثلة الملفات الشائكة التي قام بتسويتها .. ''قسمة اركيز" .. التي أجراها سنة 1916 م و التي ما زال بها العمل ليومنا هذا.

* تلامذته:
 تخرّج من جلسات قضائه علماء من أفراد أسرته، كأخيه القاضي حامد بن ببها، الذي خلفه في قضاء المذرذرة.
وأبناء أخواته .. محمدن، وكراي، ابني محمد باب، وحمدن، و ببَّها "ببَّ"، ابني التاه  * مؤلفاته:
ترك "امّيي" موروثا علميا وأدبيا غنيا .. نذكر منه ..

-    ديوانا شعر فصيح وعامي، يزخران بالتوحيد و التصوّف و التوسّل و المديح و الغزل ..
-    مجموعة كبيرة من الأحكام و الأقضية
-    نظم آخر من مات من الصحابة
-    نظم في لكزانه
-    نظم في التاريخ
-    أنظام قصيرة كثيرة في العقيدة والفقه والقرآن والتأمل والاعتبار والإرشاد...
-    تأليف في أمراء الترارزة
* علاقاته بالأمراء والعلماء:
 كان محل احترام و تبجيل من أمراء الترارزة المعاصرين له .. كأحمد سالم بن إبراهيم السالم، وأحمد للدّيد، ومحمد فال ولد عمير، واحبيب بن أحمد سالم.


نوّه بمناقبه الكثير من الشعراء، فصيحا و عاميا ..

كقول محمد عبد الرحمن بن السالك العلوي "النح" علما ..


يا حاكمَ الشريعة المُرتضى °° و سيفها الصَّمصامة المُنتضَى
و درعها التي بها يُتقي °° و شمعها الذي به يُستضى
و فارسَ القضا إذا شمَّرت °° عن ساقها الفهومُ و ابنَ القضا
أهلا بما جاوزتَ من بلدةٍ °° تطوي لكَ الرِّكابُ نشرَ الفضا
فلم تزل على العُلا مُقبِلاً °° و لم تزل عن الخنا مُعرضا

* ادبه رحمه الله

يحكي أن القاضي محمذن (امَّيَيْ) ولد محمد فال (ببها) ولد محمذن ولد أحمد العاقل أصيب بحمي أقعدته أياما و مكث داخل ناموسية تحجب رؤيته عن عواده، لأخذ قسط من الراحة ـ ـ ـ

فلما علم أن الشاعر محمد يحي ولد الببان بالباب لعيادته، أمر أن ترفع الحواجز بينهما و بدأ معه في أحاديث أخوية و ثقافية عذبة ـ

 وعلي إثر هذا التكريم، قال الشاعر محمد  يَحي

قَاضِينَ سَلْتْ اللهْ شِفَــاهْ    عَنْدُ قُــبَّ كَانْ عَابِــــدْه

بِيهْ الْحِمَّ و امنَينْ جَيْنَاهْ    كَمْكَمْـهَ وْكَطْعْ امْعَـاكِدْهَ

يَلُــو كَأنْ الِّ قَاضِ مَـاهْ    هُو قًـبـْتُـو اتَـمْ عَاكِـــدْهَ

 "طلعة" للقاضي محمذن ولد محمد فال (اميي) يقول فيها:
واللهْ يــراعِ مُـــولْ اعْـــيَـــالْ
ما عندُ كون اشْياهْ اكلالْ
أُصرافْ إِصرفْ شِمِن الـمـالْ
الْحـــــدْ افْخَبْـــرُ متْغــالِ
أُمولْ افْرَصْ خايِفْ منْ تنْشالْ
بــيهْ الِّ منْ مــدْركْ غالِ
أُقــــاضِ متْـــوحَـدْ فَــنــــــوالْ
اكْليــلْ، أُفكْتـــوبُ خَــالِ
ماهُـــمْ كـــيفِـتْ محمـــد فـــال
في اتْكابيـــلْ أُمْ الْمعالِ!!
 القاضي إميي, رحمه الله, لم يخل شعره من ذكر مناطق والإشادة بها و الارتباط ببعض أماكنها كأركيز.. عندما يقول:

من لزم فتلياع                        ننكِع و افظيك الباع

امبلاجِ ابلصباع                      نحسب عت امباكو

ؤ ذيك الكِسيه و اكراع             أهل الناصح ذاكو

ؤ ذ لحسي آن كِاع                  أمال..... خمناكو...

وفاته:
توفي "امّيي" يوم 25 مايو 1966 م بقرية "ابير التورس"، عن عمر ناهز 93 سنة.

ودفن بالميمون، حيث والده، وجده لأبيه، وثلاثة من أعمامه.

كانت تلك لمحة موجزة عن حياة العلامة الكبير القاضي اميي وترجو مدونة النمجاط ان تنال اعجابكم .


المراجع:مدونة النمجاط- موقع المذرذرة اليوم-مدونة السلطة الرابعة-ردم اوليك(مقارنات أدبية ل احمدو ولد ابنو)