الثلاثاء، 25 فبراير 2014

مدونة النمجاط والجانب الأدبي...أجمل ماقيل في "النسيب"



تروي كتب الأدب والتاريخ أن رجلا من بني عذرة دخل على عبد الملك بن مروان يمتدحه وعنده جرير والفرزدق والأخطل فلم يعرفهم، فقال له عبد الملك: هل تعرف أمدح بيت قالته العرب في الإسلام ؟
قال: قول جرير:



ألستم خير من ركب المطايا==وأندى العالمين بطون راح
فرفع جرير رأسه وتطاول لها، قال: فأي بيت أفخر؟ قال: قول جرير:
إذا غضبت عليك بنو تميم==حسبت الناس كلهم غضابا
فتحرك جرير. ثم قال: أي بيت أهجى؟ قال: قول جرير:
فغض الطرف إنك من نمير==فلا كعباً بلغت ولا كلابا
فاستشرف لها جرير. قال: فأي بيت أرق؟ قال: قول جرير:
إن العيون التي في طرفها حور==قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به==وهن أضعف خلق الله أركانا

هكذا حكم هذا الأعرابي وإن كان النقاد في العصور السالفة يجزمون باستحالة التفضيل بين الشعراء لاختلاف الذوق




ورغم ذالك يرى البعض أن أجود ما قال الشاعر في النسيب أبيات "المدروم" الشهيرة:
على الربع بالمدروم أيه وحيــه==وإن كان لا يدري جواب المؤيه
وقفت به جذلان نفس كأنمــا==وقفت على ليلاه فيه وميــه
وقلت لخل طالما قد ألفتـــه==وأدنيته من دون فتيان حيــه
أعني بصون الدمع من بعد صونه==ونشر سرير الشوق من بعد طيه
فما أنت خل المرء في حال رشده==إذا كنت لست الخل في حال غيه


وقد استحسن شعراء الشام هذه الأبيات وحاولوا النسج على منوالها فما وفقوا، فرقة شعر امحمد ودقة معانيه وظرافتها تأبى ذلك ألا ترى معي أن قوله في الوداع:


أتمسك دمع العين وهـو ذروف==وتأمن مكر البين وهو مخوف
تكلم منا البعض والبعض ساكت==غداة افترقنا والوداع صنوف
فآلت بنا الأحوال آخر وقفــة==إلى كلمات ما لهن حـروف
حلفت يمينا لست فيها بحانــث==لأني بعقبى الحانثين عـروف
لئن وقف الدمع الذي كان جاريا==لثم أمور ما لهن وقــوف
فكم انت شاعر ياولد احمد يورة لله درك

والي ومضات جديدة من الأدب العربي علي مدونة النمجاط



المذرذرة اليوم+مدونة النمجاط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق